نادي العربي

كانت الثمانينيات سنوات لا تقدر بثمن, ليس فقط على صعيد كرة القدم وانما في جميع انحاء البلاد. فاز “العربي” بسبعة القاب للدوري الكويتي, وتحت الادارة الجديدة لديف ماكاي, وكأسي أمير و بطولة خليجية واحدة. أصبح “العربي” أول فريق يفوز ببطولة كرة قدم دولية كبيرة, في موسمه الأول.

ينظر العديد من محللي كرة القدم المعاصرين الى سنوات الثمانينيات الذهبية ويقارنون ديف ماكاي, بصفته اسكتلندياً, بمواطنه السير أليكس فيرجسون مدرب فريق مانشستر يونايتد. بل  ان البعض يسمونه “سير أليكس الكويت”. في الواقع, اصبح ديف ماكاي معروفاً ليس فقط بأنه المدرب الاكثر نجاحاً في تاريخ نادي “العربي” ولكن ايضاً انجح مدرب للنادي في تاريخ كرة القدم الكويتية بأكملها.

نادي العربي حطم الأرقام القياسية

شهدت ثمانينيات القرن الماضي تحطيم “العربي” لسجله الخاص بالفوز بثلاث ألقاب دوري متتالية بتحقيقه الانتصار الرابع على التوالي في بطولة الدوري منتصف الثمانينيات. سيطر “العربي” على عقد الثمانينيات و لم يترك المجال للفرق الاخرى سوى في 3 مواسم “للسالمية” و”كاظمة”. لم يقم اي فريق بتحدي نادي العربي حقاً في الدفاع عن لقبه, حيث كان “القادسية” و”الكويت” خارج الصورة بشكل اساسي وطغى عليهما “كاظمة” و”السالمية”, وهما فريقان ناشئان حديثاً اصبحا يعرفان فيما بعد بإسم “الثلاثة الكبار الجدد” (العربي, السالمية, كاظمة). ومع ذلك, تعد “كاظمة” و”السالمية” اليوم جزءاً من الخمسة الكبار في الكويت, والتي تشمل “العربي”, و”القادسية”, و”الكويت”.

نادي العربي كان الأعظم في لعبة كرة القدم

اعتبرت الثمانينيات بداية لشكل دوري منافسة جديد. حيث تمت اضافة المزيد من الفرق الى الحركة, ما اضطر الفرق الى التحول من لعب 14 مباراة في الدوري بحد أقصى خلال الستينات والسبعينات الى لعب ضعف عدد المباريات تقريباً في الثمانينات (اجمالي 26 مباراة في الموسم). وقد جعل هذا من الصعب على نادي العربي أو أي فريق آخر البقاء دون هزيمة طوال الموسم. لذلك كان الفوز بالمواسم المثالية شبه مستحيلاً. ومع ذلك, لم يتوقف العربي عن المحاولة, ففي دورة 1984/1985 اقترب من عدم الهزيمة بعد فوزه في 24 مباراة, تعادله ب 4, و خسارة مباراة واحدى فقط. وكان هذا الموسم مميزا ايضاً حيث تمكن نادي العربي من استقبال 7 اهداف فقط على مدى الموسم بأكمله, ما يعني انهم اصبحوا أفضل فريق دفاعي في تاريخ كرة القدم الكويتية, وكذلك  أول فريق لديه 19 مباراة مربحة في موسم واحد (وهو رقم قياسي حتى يومنا هذا). كما حقق نادي العربي 7 انتصارات متتالية وتلاه 10 انتصارات على التوالي. كما خاض الفريق 24 مباراة متتالية دون هزيمة, وهو رقم قياسي آخر حتى اليوم.

في أواخر الثمانينات, تم تخفيض مباريات الدوري من 26 مباراة الى 14 مباراةً فقط. جاء ذلك بعد تقسيم الدوري الى قسم اقل درجة ودرجة عليا (الدوري الممتاز).

وبذلك انخفض عدد الفرق من 14 الى 8 فرق, وعاد التنسيق الى ما كان عليه في الستينات والسبعينات. برغم ذلك, لم يساعد هذا على انهاء تناقضات “القادسية” حيث ساءت الامور في أواخر الثمانينات حيث كاد يهبط للمرة الأولى في تاريخه الكروي في موسم 1987/1988 حين احتل المركز السابع من بين ثمان فرق. تمكن “القادسية” من احتلال المركز الثاني في الدوري مرة واحدة خلال الثمانينات, كان ذلك قبل موسمين في موسم 1985/1986. كما كان  فريق “الكويت” ايضاً يعاني ولم يكن على شكله المعتاد.

12 فوزاً لفريق “العربي”

حقق نادي العربي موسما ممتازاً في الثمانينات, وذلك خلال موسم 1988/1989 حيث انهى ارقامه ب 12 فوزاص وتعادلين وصفر خسارة. ومع ذلك, كان لهذا الموسم شيئ خاص به. وقد قام “العربي” بتصعيب الامور على الفرق الأخرى حين استقبل هدفاً واحداً فقط خلال14 مباراة, وهو رقم قياسي جديد حتى تاريخنا هذا. كما فازوا بسلسلة من 8 مباريات متتالية في نفس الموسم.

مرحلة ما بعد حرب الخليج في التسعينات: استعادة الاحلام

كانت فترة التسعينات هي الفترة الأكثر تنوعاًفي تاريخ الدوري الكويتي لكرة القدم, حيث فاز فريق “الكاظمة” بلقبين, و”السالمية” بثلاث ألقاب, وفاز كل من “العربي” و”القادسية” مرة واحدة, وكذلك تقاسمت “الكويت” الغنائم معهم. تغير تشكيل الموسمين الأولين في فترة ما بعد الحرب, بحيث تم تقسيم الدوري الى مجموعتين, و من ثم يتواجه الفريقان الحائزان على المركز الأول في كل مجموعة في حدث نهائي لمرحلة المجموعات. لقد كان الأمر اكثر تعقيداً, على كلٍ, فاز الفريق الأكثر قدرة على التحمل بالدوري وخرج على قيد الحياة. لم يدم التنافس بين “العربي” و”القادسية” لوقت طويل بعد فترة الحرب.

انتقل المشهد بعد ذلك الى “الكاظمة” الذي وعد باستعادة ذكريات الثمانينات بالفوز بلقبين آخرين في منتصف التسعينات. لكن سرعان ما أصبح هذا جزءاً من التاريخ حيث فشل “الكاظمة” في الفوز بكأس الدوري الخامس منذ ذلك الحين. على الرغم من ان “العربي” و”القادسية” قد حققا بعض النجاح خلال التسعينات, بالاضافة الى نادي “الكويت” لكرة القدم, الا ان الفريق الاكثر تذكراً في تلك الفترة كان بلا شك فريق “السالمية”. يذكر هذا العقد بهيبتهم و هيمنتهم, على الرغم من انهم فازوا بالدوري 3 مرات فقط, فقد كان كأساً واحداً اهم من اي فريق فائز ىخر في عقد التسعينات.

جاسم الهويدي وبشار العبدالله

فاز “السالمية” بالدوري في مواسم 94/95, متقدماً بفارق 7 نقاط عن “القادسية” صاحب المركز الثاني, و97/98, متقدماً بتسع نقاط على صاحب المركز الثاني “كاظمة”,و 1999/2000, متقدماً بفارق 3 نقاط عن “القادسية” في الجولة الاخيرة من دور المجموعات. اشتهر الفريق جيداً بوجود بوجود عدد من مهاجمي الاحلام, بما في ذلك الثنائي جاسم الهويدي وبشار العبدالله-اللذان لعبا مع المنتخب الكويتي بين عام 1997 و2002. كان هذا هو الجيل الذهبي الثاني لمنتخب الكويت الوطني لكرة القدم, الذي فاز بلقب كأس الخليج مرتين متتاليتين, واحتل المركز الرابع في كأس آسيا 96 وتأهل الى دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2000 في سيدني. لم يعكس الثنائي مواهبهم على المستوى الدولي فحسب, بل حققوا أيضاً الرقم القياسي للفوز ب 3 بطولات دوري في التسعينات بالإضافة الى الفوز بكأس الأمير في العام 2000.

الفائزون بالبطولة

حظي فريق “كاظمة” ايضاً بلحظات ذهبية خلال فترة التسعينات عبر فوزه ببطولتي دوري, وبطولة خليجية (بحيث اصبح ثاني فريق كويتي يفوز بها بعد فوز فريق “العربي”), بالاضافة لكأسي امير متتاليتين في منتصف التسعينات. على الرغم من ان “كاظمة” كان اكثر نجاحاً في حصدالجوائز من “السالمية”, الا ان الفريقين يذكران انهما جزءاً من “الخمسة الكبار” الجديد, وهو مفهوم عرف في الثمانينات بعض انضمامهما لسيطرة الكبار الثلاثة و اصبحا ايضاً لاعبين اساسيين في كرة القدم الكويتية.

القرن الحادي والعشرون وعودة تنافس “الكويت” ضد “القادسية”

يمثل هذا العقد عودة السبعينات المجيدة. على الرغم من انه لم يكن مشهوراً كما كان من ذي قبل, فقد حقق “الكويت” اخيراً عودة مناسبة منذ سبعينات القرن الماضي وفاز بثلاثة ألقاب دوري متتالية منذ موسم 2005/2006.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *