كما في الكثير من الدول العربية، تُعتبر كرة القدم اللعبة الأكثر شعبيةً في الكويت. ونتيجة هذه الشعبية إضافة إلى الاهتمام الرسمي باللعبة، تقدمت الكرة الكويتية بوتيرة سريعة وكان منتخب الكويت لكرة القدم من أول المنتخبات العربية التي استطاعت الوصول إلى المحافل الدولية، وأول منتخب عربي يفوز بكأس آسيا في العام 1980، وأول منتخب عربي آسيوي يتأهل لنهائيات كأس العالم في العام 1982.
إضافة إلى ذلك كان للمدربين الذين تولّوا تدريب الفرق الكويتية والمنتخب الوطني التأثير الكبير في تطوّر مستوى كرة القدم في الكويت. استعان الكويتيون في البداية بمدربين أجانب لافتقار المدربين المحليين إلى الخبرة اللازمة، لكن مع توالي أجيال اللاعبين واحتكاكهم بالفرق الأجنبية اكتسبوا الكثير من المهارات والخبرة ليتحوّل الكثير منهم إلى مدربين ناجحين، فظهرت أسماء مدربين كرة قدم كويتيين كثيرين، وتحدث كثيراً عنهم أخبار كرة القدم الكويتية على مدى عقود.
كرة القدم الكويتية
يرجع تاريخ كرة القدم في الكويت إلى العام 1932، وقد جاء بها التجار الكويتيون الذين كانوا يزورون الهند. تعرّف هؤلاء التجار على اللعبة التي كانت قد وصلت إلى الهند قبل ذلك عن طريق المستعمرين البريطانيين، فأحضروها إلى بلادهم حيث نالت إعجاب الشباب الذين بدأوا بممارستها في أوقات الفراغ للتسلية، وتطورت بشكل تدريجي ليبدأ تأسيس الفرق التي بدأت تتنافس في ما بينها دون أي جهة منظمة.
بعد ذلك، ونتيجة الانتشار السريع للعبة، برزت الحاجة إلى جهة تقوم بتنظيم شؤون اللعبة في الكويت، وتضع التشريعات والقوانين التي ترعاها، وتقيم البطولات المحلية بين النوادي، إضافة إلى إنشاء منتخب يمثل البلاد في البطولات الكروية الدولية. ولهذا تم إنشاء الاتحاد الكويتي لكرة القدم في العام 1952 ليقوم بهذه المهمة على أحسن وجه.
بموازاة جهود الاتحاد، قامت الأندية الكويتية بجهود كبيرة لصالح اللعبة. وكانت أولى الأندية التي ظهرت في الكويت الأهلي، الجزيرة، العروبة، النهضة، التضامن وغيرها. وساهمت بعض الشركات الخاصة والوزارات في نموّ اللعبة عن طريق تأسيس ودعم أندية كروية تابعة لها. أما أشهر الأندية الحالية في الكويت فهي القادسية، العربي، الكويت، كاظمة، السالمية وغيرها.
ينظم الاتحاد الكويتي لكرة القدم خمس بطولات محلية أساسية في كرة القدم هي الدوري الممتاز، كأس أمير البلاد، كأس ولي العهد، كأس الاتحاد الكويتي وكأس السوبر الكويتي. وتستضيف الكويت العديد من البطولات الكروية العربية والآسيوية. ومن المسابقات المهمة التي استضافتها كأس العرب (1964 و2002)، كأس الأمم الآسيوية (1980)، بطولة اتحاد غرب آسيا (2012) وغيرها.
أفضل مدربين كرة قدم الكويتيين
منذ بدأ تنظيم لعبة كرة القدم في الكويت، استعانت معظم الأندية بمدربين أجانب لافتقار الكويتيين إلى الخبرة اللازمة. لكن مع تطور مستوى اللاعبين الكويتيين، واحتكاكهم بالفرق الأجنبية خلال مشاركاتهم الدولية، تولى العديد منهم بعد اعتزالهم اللعب مهمة التدريب، وبرز منهم عدد كبير كمدربين ناجحين بكل المقاييس مع الأندية الكويتية كما مع المنتخب. ومن اشهر مدربين كرة القدم في الكويت:
صالح زكريا
لاعب كرة قدم سابق، ثم مدرّب لعدد من الفرق الكويتية، وللمنتخب الكويتي. أحرز كمدرب مع نادي الكويت كأس ولي العهد عام 2003. درّب منتخب الكويت لكرة القدم في كأس الخليج 1964، وعاد مرة أخرى لتدريبه في العام 2007. وأخيراً عُيّن مدرباً لنادي السالمية في العام 2008.
محمد ابراهيم
يمكن القول إنه افضل مدرب كويتي على الإطلاق. بدأ مشواره الكروي كلاعب في نادي القادسية وأحرز معه بطولة الدوري مرة واحدة في العام 1992 وكأس الأمير مرتين، وكأس الخليج مرة واحدة. بعد اعتزاله اللعب تولى تدريب فريق نادي القادسية، ففاز معه ببطولة الدوري 6 مرات، وبكأس الأمير 4 مرات، وبكأس ولي العهد مرتين، وبكأس الخليج للأندية مرتين، وبكأس السوبر للأندية مرتين. كما أحرز كمدرب مع نادي الكويت الرياضي بطولة الدوري مرة واحدة (2014/2015) وكأس السوبر مرة أيضاً. تولى في العام 2003 وفي العام 2008 تولى تدريب منتخب الكويت، وحقق معه تقدماً لكنه لم يتمكن من تحقيق إنجازات تذكر.
ثامر العناد العنزي
لعب لصالح نادي الصليبيخات، ثم تولى تدريب الفريق الأول في النادي، وتمكن من إحراز لقب بطولة الدوري في موسم 2008/2009. تولى تدريب منتخب الكويت مرتين، الأولى بين العامين 2019 و2020، والثانية في العام 2021.
جواد مقصيد
لاعب سابق في النادي العربي الكويتي، ولاعب في صفوف المنتخب الكويتي في العام 1970 والذي أحرز معه لقب كأس الخليج في البحرين. لكن مسيرته الكروية كلاعب لم تطل بسبب الإصابة. عمل مدرباً ضمن الجهاز الفني لمنتخب الكويت في العام 1878 حيث واكب العصر الذهبي للكرة الكويتية بين 1980 و1982، وصولاً إلى المشاركة في نهائيات كأس العالم 1982 في إسبانيا.
محمد أحمد كرم
لعب في النادي العربي الكويتي كلاعب وسط مدافع، وشارك مع منتخب الكويت في نهائيات كأس العالم 1982. تولى تدريب النادي العربي في موسم 1994/1995 وحقق معه لقب بطولة الدوري.
فوزي ابراهيم
لعب مع نادي كاظمة في بداياته، ثم عمل مدرباً للعديد من النوادي الكويتية منها نادي خيطان، النادي العربي الكويتي، نادي كاظمة، التضامين، النصر. ودرب أيضاً المنتخب الأولمبي الكويتي في العام 2008.
راشد بديح
لعب مع نادي القادسية ومع منتخب الكويت. عمل مدرباً بدءاً من العام 1997 مع نادي خيطان للفرق السنية، ونادي التضامن الذي وصل به إلى نصف نهائي كأس ولي العهد في العام 2008، ونادي الكويت الذي حقق معه ألقاب كأس الأمير، كأس ولي العهد وكأس الاتحاد الآسيوي في العام 2009.
الخاتمة
استعانت الفرق الكويتية ومنتخب الكويت منذ عقود بالكثير من المدربين الأجانب الذين كان لهم فضل كبير في تطور رياضة كرة القدم الكويتية، لكن برز إلى جانب هؤلاء الكثير من مدربين كرة قدم الكويتيين الذين حقق بعضهم إنجازات تفوق بها في بعض الأحيان على المدربين الأجانب. والجدير ذكره أن معظم هؤلاء المدربين الكويتيين تدرجوا في الأندية المحلية كلاعبين قبل أن ينتقلوا إلى صفوف المدربين، واللافت أن أياً منهم لم يحترف مع فرق غير كويتية، بل حقق كل ما حقق في بلده ومع أندية ومنتخبات الكويت.