كأس ولي العهد هي البطولة الرسمية الثالثة في كرة القدم في دولة الكويت من حيث الأهمية والتأسيس. انطلقت هذه البطولة بعد تحرير الكويت من الغزو العراقي بسنتين. وقبل ذلك، لم تكن كرة القدم الكويتية تشهد سوى بطولتين رسميتين هما الدوري الكويتي الممتاز لكرة القدم وكأس سمو أمير البلاد.
فكرة كأس ولي العهد
انطلقت فكرة الكأس بمبادرة من عضو الجمعية العمومية في النادي العربي الكويتي السيد جاسم أحمد عاشور، وذلك تقديراً لجهود ولي العهد في ذلك الحين الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح في تحرير الكويت. وما زالت هذه البطولة تقام سنوياً منذ ذلك الوقت.
ينظم الاتحاد الكويتي لكرة القدم كاس ولي العهد كورة برعاية ولي العهد الكويتي. وتتّسم هذه الكأس بالكثير من المنافسة والإقبال الجماهيري، خاصة أن أقوى الفرق الكويتية وأكثرها شعبية هي التي تتنافس دائماً على اللقب. كما تسعى النوادي الأقل حظاً في الدوري إلى إيجاد موطئ قدم لها في هذه البطولة للبروز في بطولة وطنية أخرى.
كأس ولي العهد الكويتي
تشهد كرة القدم الكويتية سنوياً عدداً من البطولات والكؤوس، ومن أحدث هذه البطولات كأس سمو ولي العهد التي تم تنظيمها للمرة الأولى في الموسم 1993/1994. ومنذ ذلك الموسم سيطرت ثلاثة فرق على لقب هذه الكأس هي نادي العربي الذي فاز باللقب ثماني مرات، واحتفظ بالكأس الأولى بعد تحقيقه لقبه الرابع في الكأس، ثم يليه نادي القادسية الذي فاز به تسع مرات، ثلاث منها متتالية بين 2003 و2006، ولذلك فقد احتفظ بالكأس بشكل دائم أيضاً. ويأتي بعدهما نادي الكويت بتسع مرات كذلك، واحتفظ كذلك بالكأس. ومن النوادي التي حملت كاس ولي العهد أيضاً نادي السالمية بحصوله على اللقب مرتين، ونادي كاظمة الذي توّج باللقب مرة واحدة في موسم 1994/1995.
وعلى مر السنوات برز في البطولة لاعبون هدافون مميزون دوّنوا أسماءهم في السجل الذهبي في ملعب كرة قدم كاس ولي العهد، واللافت أن حصة الأسد من الهدافين كانت لفريقين اثنين هما القادسية والسالمية. نذكر من هؤلاء الهدافين على مدى السنوات علي مروي من نادي السالمية وخلف سلاخة من القادسية اللذين سجل كل منهما أربعة وثلاثين هدفاً خلال مشاركاته. يأتي بعدهم بدر المطوع بثمانية وعشرين هدفاً من فريق القادسية، فرج لهيب من السالمية بسبعة وعشرين هدفاً، بشار عبد الله من السالمية مع 26 هدفاً، أحمد عجب من القادسية بأربعة وعشرين هدفاً، حمد الصالح من القادسية بثلاثة وعشرين هدفاً، فراس الخطيب من نادي العربي باثنين وعشرين هدفاً، وأخيراً حمد الحربي من نادي النصر ومالك جون من نادي كاظمة لكل منهما عشرون هدفاً.
أما الهدافون الذي سجلوا أكبر عدد من الأهداف في موسم واحد فأولهم أحمد عبد الكريم من نادي الجهراء الذي سجل عشرة أهداف في أول موسم للبطولة 1993/1994. وسجل حمد الصالح من القادسية أحد عشر هدفاً في موسم 1997/1998، وعبد الله نهار من نادي الكويت بأحد عشر هدفاً في موسم 2004/2005.
نظام اللعب في كأس ولي العهد
تعتمد كورة كاس ولي العهد نظام المجموعات وخروج الفريق الخاسر بشكل مباشر، ويتأهل حامل اللقب مباشرة إلى الدور ربع النهائي في الموسم التالي. يساهم هذا النظام الذي يقضي بإقصاء الفريق بعد أو خسارة له بتقصير عدد المباريات، وبالتالي الفترة اللازمة لإقامة البطولة.
يذكر أن الكأس كان يعتمد سابقاً نظام الدوري في كل مجموعة، أي أن يلعب الفريق مباراة ضد كل فريق آخر ضمن مجموعته، ليتأهل بعدها الفريقان الأول والثاني من كل مجموعة، فيلعب الأول من المجموعة الأولى ضد الثاني من المجموعة الثانية، والثاني من المجموعة الأولى ضد الأول من المجموعة الثانية في نصف النهائي ليتأهل الفائزان إلى المباراة النهائية.
الخاتمة
كما في جميع البطولات المحلية في أي دولة، خاصة في الدول العربية والخليجية، تحتل لعبة كرة قدم حيزاً هاماً في حياة الجماهير التي تعشق هذه اللعبة. وتشكل البطولات والكؤوس التي تقام سنوياً مناسبة للمباريات الحماسية والتحدي. وتسعى بعض الفرق للتعويض عن إخفاقها في تحقيق نتائج قوية في بطولة الدوري مثلاً، فـيبقى لها بعض الأمل في تحقيق لقب آخر خلال الموسم الكروي من خلال كاس ولي العهد. لهذا السبب يخطف كاس ولي العهد سنوياً الأضواء، وتشعله حماسة الجماهير التي تدعم أنديتها بكل اندفاع، خاصة بعد عودة الحياة الطبيعية للبطولات الرياضية بعد تخفيف القيود التي تسبّبت بها جائحة كورونا بشكل تدريجي.