راشد بديح لاعب كويتي لعب في صفوف نادي القادسية ومع منتخب الكويت في الثمانينات وأوائل التسعينات. لعب في عدة مراكز لكن أكثر مركز شغله في الملعب هو خط الوسط. له إسهامات كثيرة مع ناديه والمنتخب الوطني اللذين حقق معهما ألقاباً مهمة. شارك في اللعب مع أسماء لامعة في تاريخ الكرة الكويتية أمثال جاسم يعقوب وفيصل الدخيل في القادسية والمنتخب. بعد اعتزاله كلاعب عمل مدرباً في العديد من الأندية الكويتية وحقق نتائج لافتة. في هذا التقرير سنلقي الضوء على مسيرته كلاعب فرض لنفسه مكاناً بارزاً في سجل كرة القدم الكويتية.
عن راشد بديح لاعب كرة القدم
ولد راشد محمد بديح في مدينة الكويت العام 1960. بدأ لعب كرة القدم في سن صغير في المدرسة الابتدائية حيث ظهرت موهبته، فعُرض عليه الانضمام لفريق الصغار في نادي القادسية، ليبدأ باللعب مع النادي في العام 1972. وبعد صعوبات عاناها مع بعض مدربي ومسؤولي النادي، تبنّاه المدرب البرازيلي بونيرو الذي وجد فيه موهبة واعدة. وبالفعل لم يخيّب راشد ظنه، ورغم الرهبة التي تملّكته حينها كونه سيلعب مع أسماء كبيرة جداً، استطاع الوصول إلى الفريق الأول الذي لعب معه للمرة الأولى في العام 1980. كانت مباراته الأولى ضد نادي اليرموك التي فاز فيها القادسية 2-1، والثانية ضد نادي الكويت وفاز فيها الأصفر 2-0، حيث كان لراشد إسهام في تسجيل أحد الهدفين إثر تمريرة حاسمة منه لجاسم يعقوب تجاوزت الدفاع وسجل منها الأخير هدفاً. وبهذا ثبّت راشد نفسه كلاعب واعد في صفوف الفريق الأول للقادسية.
في العام 1983 احتاج مدرب القادسية حينها اليوغسلافي ميلان ميلانيتش لاعباً في خط الدفاع، فاستعان براشد بديح ليلعب في هذا المركز. أثبت راشد قدرته في الدفاع كما في الهجوم والوسط. وتابع مدربو الفريق اللاحقون الاستعانة بمهارة راشد الدفاعية في الكثير من المناسبات، ولم يخذلهم في هذا، بل أثبت نجاحه في كل المراكز الهجومية والدفاعية التي لعب فيها. وبهذا استحق لقب الليبرو عن جدارة، فقد كان لاعب الوسط الذي يموّن المهاجمين بالتمريرات الحاسمة، و المدافع، والمهاجم الذي يسجل في الأوقات الحاسمة.
مع المنتخب الأزرق
لم يسعف الحظ راشد بديح كثيراً في البداية للمشاركة في صفوف المنتخب الكويتي. لكن في العام 1985 اختاره المدرب الإنجليزي مالكوم أليسون أثناء استعداد المنتخب للبطولة العربية في المغرب. ولظروف مجهولة لم يشارك حينها في البطولة. وأبقاه المدرب الوطني راشد زكريا ضمن اللاعبين الاحتياطيين في المنتخب، ولم يتسنّ له اللعب أيضاً بسبب وجود الكثير من اللاعبين النجوم الذين حلّوا قبله في المنتخب. كانت مباراته الأولى مع الأزرق ضد باكستان ضمن تصفيات كأس آسيا 1988، التي استضافتها ماليزيا، وفاز فيها منتخب الكويت 3-0. ولعب في مباراة الكويت ضد ماليزيا وساهم في تأهل الأزرق للنهائيات التي أقيمت في الدوحة. وفي العام ذاته أشركه المدرب البرازيلي ميغيل بيريرا في جميع مباريات المنتخب في كأس العرب في الأردن.
كأس الخليج 1990
خلال تحضير منتخب الكويت لكأس الخليج 1990، لمس الاتحاد الكويتي تراجعاً في أداء المنتخب بقيادة البرازيلي أوتاسيليو، فتم استبداله بمواطنه فيليب سكولاري القادم من نادي القادسية. توقع الكثيرون وقتها أن يتم استبعاد راشد بديح عن المنتخب كونه ليس على علاقة جيدة بسكولاري، وذلك بسبب سوء تفاهم حصل بينهما سابقاً ما جعل المدرب يستبعد راشد عن تشكيلة القادسية عدة مرات. لكن بعد تدخلات ومشاورات وافق المدرب على أن يشارك راشد في المعسكر في القاهرة، وكانت فرصة لراشد ليثبت مرة جديدة جدارته وكفاءته. وبالفعل هذا ما حصل، وكان راشد متألقاً في المباريات التجريبية ثم الرسمية.
وخلال البطولة كان لاعباً أساسياً ضد البحرين وعمان، وجاءت المباراة الحاسمة أمام قطر. فالفائز في هذه المباراة هو الذي سيتوج بكأس البطولة. وفي هذه المباراة كان راشد صاحب التقدم في الدقيقة 20 بضربة رأسية بعد تمريرة من ناصر الغانم، وأضاف زميله في المنتخب محمد ابراهيم هدف التعزيز ليفوز الأزرق 2-0 ويحمل اللقب. ولم تكن مباراته التالية ضد الإمارات لتؤثّر على تتويجه بالكأس.
ورغم أن راشد كان قد فاز مع منتخب الكويت بكأس الخليج 1986، إلا أن الفوز في ذلك العام كان له نكهة خاصة كونه كان أحد صانعي ذلك الإنجاز الأساسيين. وبرهن في ذلك عن إمكانياته المتنوعة ومهاراته العالية في الملعب، ما ميّزه عن باقي اللاعبين.
الخلاصة
حقق راشد مع نادي القادسية ومع منتخب الكويت العديد من الإنجازات، فقد فاز مع الأصفر مرتين بكأس الأمير ومرة في الدوري الممتاز. واستمر في العطاء كلاعب حتى موسم 1994/1995 حين قرر لعب كووره القدم والعمل في التدريب. ثم حقق كمدرب إنجازات مهمة مع نادي القادسية دون 20 سنة، كما درب فريق التضامن في العام 2007، وشارك في تدريب نادي الكويت وحقق معه ألقاباً محلية ودولية، ثم عاد إلى فريق القادسية مدرباً للفريق الأول وفاز في كأس الأمير في العام 2015.
يُذكر أن راشد ينتمي لأسرة رياضية يعشق أفرادها كرة القدم. وكان معظمهم من مشجعي كورة لصالح نادي العربي. لكن عندما لعب راشد في القادسية، تحولوا إلى تشجيع هذا النادي. وكان اثنان من إخوته من محترفي رياضة كرة القدم وكرة اليد.