أعلن نادي الكويت مؤخراً تعاقده مع المدافع الدولي التونسي بلال العيفة بعد مغادرة المدغشقري كارلوس اندريا للنادي هذا الموسم. وقد تم بالفعل توقيع العقد بين نادي الكويت والعيفة في أواخر أغسطس الماضي لموسم واحد، وذلك بعد أن تم فسخ عقده مع نادي أبها السعودي بالتراضي بسبب عدم إدراجه ضمن خطة الجهاز الفني للنادي الذي يقوده المدرب البلجيكي ستيفن فاندنبروك.
ولم يكن العيفة قد أمضى في أبها الكثير من الوقت، فقد انتقل إليه في بداية 2022 من نادي الأفريقي التونسي. وكانت مدة عقده مع أبها سنة ونصف، إلا أنه فسخ العقد حبياً للسبب المذكور أعلاه. ويذكر أن العيفة كان قد صرّح بأن مدرب أبها ستيفن فاندنبروك ناقم عليه بسبب نادي الأفريقي، فقد كان الأخير قد عمل مع النادي الأفريقي كخبير في تقييم وتحليل الأداء، وهو يعتقد أن بلال العيفة كان السبب في طرده كونه كان كابتن الفريق آنذاك.
مسيرة بلال العيفة الكروية
ولد في تونس في العام 1990، وبدأ مشواره الكروي في عمر 17 عاماً مع النادي الأفريقي التونسي الذي بقي معه حتى نهاية العام 2021. وخلال مسيرة العيفة مع الإفريقي حقق النادي لقب بطولة الدوري مرتين في العامين 2008 و2015، وحلّ وصيفاً في الأعوام 2007، 2009، 2010 و2018. وحقق لقب كأس تونس في العامين 2017 و2018. وعلى مستوى المسابقات الدولية مع الفريق فقد فاز بكأس شمال أفريقيا للأندية البطلة في العامين 2008 و2010، وحلّ وصيفاً في كأس الاتحاد الأفريقي في العام 2011.
خلال مسيرته عانى العيفة من مشاكل كثيرة بسبب الإصابات المتلاحقة وبسبب تعرضه للتنمر، مما سبب له مشاكل نفسية وصحية أبعدته عن الملاعب فترات طويلة. لكنه استطاع بفضل إرادته التغلب على هذه المشاكل ليعود إلى صفوف منتخب بلاده “نسور قرطاج”، وشارك ضمن التشكيلة الأساسية في بطولة كأس العرب وكأس أمم أفريقيا حيث قدم مستوى قوياً رغم أن المنتخب التونسي خرج في دور الثمانية بعد خسارته أمام بوركينا فاسو 0-1. ولم تكن هذه المشاركة هي الأولى له في صفوف المنتخب، فقد شارك مع منتخب تونس للشباب في بداياته قبل أن ينضم إلى المنتخب الأول ويفرض نفسه لاعباً قوياً في الدفاع، وكان ضمن تشكيلة المنتخب أربع مرات في كأس أمم أفريقيا، ومرة واحدة في كأس العرب.
يشارك العيفة ضمن تشكيلة منتخب بلاده التي تلعب في نهائيات كأس العالم 2022 في قطر، حيث يتنافس ضمن المجموعة الرابعة مع كل من فرنسا، الدنمارك وأستراليا. وكان بلال العيفة في صفوف منتخب بلاده التي حققت الإنجاز بالوصول إلى نهائيات كأس العالم رغم بعض التعثر، فبعد أن فاز على كل من غينيا الاستوائية، زامبيا وموريتانيا في دور الذهاب من المرحلة الثانية، عاد وتعادل مع موريتانيا وخسر أمام غينيا الاستوائية. استدعى هذا الأمر خوضه لمبارتين حاسمتين مع مالي فاز فيها المنتخب التونسي 1-0 وتعادل سلباً في الثانية، وضمن بهذه النتيجة تأهله لكأس العالم 2022 في قطر.
بلال العيفة “قلب الأسد”
يلقب بلال العيفة في بلده بقلب الأسد، وهو لقب مستحق بعد تغلبه على الكثير من الصعاب التي واجهته خلال حياته الكروية والشخصية. ففي السنوات الأخيرة مثلاً، عانى العيفة من مضايقات وتنمر خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب تدني مستواه في بعض المباريات. وقد طاله هذا التنمر حتى من بعض جماهير فريقه آنذاك الأفريقي التونسي. تأثر بلال نفسيا بهذه الحملات، فتراجع أداؤه أكثر وأصيب بالاكتئاب، خاصة بعد أن زاد وزنه بشكل مفرط، واستُبعد عن تشكيلة فريقه ما ضاعف من معاناته.
بعد فشل محاولاته لاستعادة وزنه الطبيعي والعودة إلى الملاعب، سافر إلى إسبانيا حيث خضع لبرنامج خاص لإعادة التأهيل البدني هناك. وبعد شهر استطاع فيه تخفيض وزنه بشكل كبير، وحظي فيه بدعم نفسي، بدأ بمحاولة استعادة مركزه في دفاع فريقه، فاصطدم بقرار إدارة النادي بإبعاده بسبب مشاكل مالية. لكن الإدارة الجديدة للنادي قررت إعادة بلال إلى التشكيلة الأساسية للفريق الأول. وهو لم يخذل هذه الإدارة إذ أثبت نفسه بعد غياب طويل، واستعاد ثقته بنفسه وثقة المشجعين وقدم موسماً قوياً سمح له بالعودة إلى تشكيلة منتخب تونس بعد غياب عنه دام حوالي ثماني سنوات.