منتخب الكويت لكرة القدم، أو “الأزرق” كما يحلو للكويتيين أن يسمّوه، هو دون شك أحد أقوى المنتخبات الخليجية والعربية. فقد حقق أكبر عدد من الألقاب على مستوى الكرة الخليجية، وأثبت نفسه منافساً قوياً في الاستحقاقات الآسيوية، وكان أول منتخب عربي آسيوي يتأهل إلى نهائيات كأس العالم في مونديال إسبانيا 1982. إلا أنه بعد أربعين عاماً لم يستطع التأهل مرة أخرى إلى هذه النهائيات.
منتخب الكويت في نهائيات كأس العالم 1982
كان الحدث الرياضي الأبرز في تاريخ المنتخب الكويتي لكرة القدم تأهله إلى نهائيات كاس العالم في العام 1982 التي أقيمت في إسبانيا. وتُعتبر تلك الحقبة الفترة الذهبية في تاريخ منتخب الكويت الذي كان يضمّ نخبة من أشهر اللاعبين في تاريخه، أبرزهم حارس المرمى أحمد الطرابلسي، والمهاجمان جاسم يعقوب وفيصل الدخيل. وكان بقيادة المدرب البرازيلي الشهير كارلوس ألبيرتو بيريرا. استطاع ذلك الجيل من اللاعبين أن يفوز بكأس آسيا للأمم ثلاث مرات متتالية في الأعوام 1978، 1980 و1984.
مشوار التأهل لنهائيات المونديال
لم يكن تأهل المنتخب الكويتي إلى نهائيات المونديال سهلاً على الإطلاق، فقد كان عليه أن يتفوّق في مجموعة اجتمعت فيها منتخبات كوريا الجنوبية، ماليزيا وتايلاند. واستطاع بفضل عزيمة لاعبيه وإصرارهم حصد بطاقة التأهل بالفوز على المنتخبات الثلاثة، وكانت المباراة الأقوى مع منتخب كوريا الجنوبية التي حسمها الكويتيون بهدفين مقابل صفر.
وكانت الخطوة التالية في التصفيات التنافس مع منتخبات السعودية، الصين ونيوزلندا، الذين سيتأهل منهم منتخبان اثنان. وكانت المباراة التاريخية الحاسمة بين منتخب الكويت ومنتخب نيوزلندا في مدينة أوكلاند سيتي. سخر الجمهور والإعلام النيوزلندي من اللاعبين الكويتيين، وطلبوا منهم العودة على ظهور جمالهم إلى الصحراء، لكن منتخب الكويت ردّ عليهم بما لم تصدّقه عيونهم، ففاز بنتيجة 2-1 بعد أن تأخر 0-1، رغم إهدار جاسم يعقوب ركلة جزاء، فقد عوّض عن ذلك بتسجيله الهدف الحاسم. وقال كابتن نيوزلندا آنذاك إن الكويتيين لن يعودوا بجمالهم إلى الصحراء، بل سيذهبون بها إلى المونديال.
لم يوفق المنتخب الكويتي في مباراته مع الصين حيث خسر بثلاثة أهداف مقابل صفر، لكنه حقق مفاجأة بالفوز على منتخب السعودية على أرضه. وفي مباراة الإياب ثأَر الكويتيون من الصينيين ففازوا عليهم 1-0. وفي 7 ديسمبر 1981 كانت المباراة الشهيرة ضد السعودية في القادسية التي سجل فيها فيصل الدخيل هدفين حسم فيهما نتيجة المباراة. وبقيت مباراة الإياب للكويت ضد نيوزلندا، وهذه المرة في الكويت، وانتهت بالتعادل الإيجابي 2-2، وبتأهل منتخب الكويت إلى كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه.
المونديال الأول والأخير
في النهائيات، ولسوء الحظ، وقع منتخب الكويت في إحدى أقوى المجموعات التي ضمّت كلاً من إنجلترا الذي كان بطل العالم في العام 1966، فرنسا التي كانت تمتلك منتخباً قوياً منذ مونديال 1978، وتشيكوسلوفاكيا التي لعبت في نهائي البطولة أكثر من مرة وكان منتخبها بطل أوروبا في العام 1976، والفائز بالميدالية الذهبية في أولمبياد موسكو 1980.
في أولى مباريات كاس العالم للكويت ضد تشيكوسلوفاكيا، لم يستطع لاعبو الكويت الدخول في جو المباراة باكراً، لكنهم استعادوا ثقتهم بنفسهم مع الوقت وواجهوا خصمهم الندّ للندّ. تلقّى المرمى الكويتي هدفاً من ضربة جزاء مجحِفة، لكنه لم ينهزم، فعاد وسجل هدف التعادل بواسطة فيصل الدخيل بعد مباراة شهدت تفوّق الكويت الواضح. وفي مباراتهم ضد فرنسا، لعب الكويتيون بشكل جيد لكنهم أضاعوا الكثير من الفرص على عكس الفرنسيين الذين تمكنوا من خطف ثلاثة أهداف، وتمّ إلغاء هدف رابع سجله الفرنسيون بداعي التسلّل. أما في المباراة الأخيرة ضد إنجلترا فقد قدم اللاعبون الكويتيون مستوى رائعاً، إلا أنهم أهدروا الكثير من الفرص، لكن على عكسهم، استغلّ الإنجليز إحدى فرصهم وسجلوا هدف المباراة الوحيد ليخرج منتخب الكويت من النهائيات بنقطة واحدة، لكنه بغضّ النظر عن النتائج قدم أداءً مشرّفاً.
الخاتمة
رغم أن أداء منتخب الكويت في كأس العالم 1982 في إسبانيا كان جيداً وواعداً، إلا أن الأزرق لم يوفق بعد ذلك في الحصول على بطاقة التأهل مرة ثانية لنهائيات المونديال. ففي تصفيات كاس العالم 2022 لم يستطع منتخب الكويت التفوق على كل من المنتخب الأردني والأسترالي، ليحل ثالثاً في المجموعة وتنتهي آماله في التأهل. لذلك سيكون عشاق الأزرق محرومين من مشاهدة منتخبهم الحبيب خلال موعد كأس العالم 2022 في قطر في نوفمبر المقبل.