اسمه الكامل أحمد خضر الطرابلسي، من أفضل حراس المرمى الذين لعبوا مع منتخب الكويت و نادي القادسية ونادي الكويت خلال ستينات وسبعينات القرن الماضي. وهو من أصل لبناني حيث ولد في العاصمة اللبنانية بيروت عام 1947. نشأ أحمد في عائلة تهتم بالرياضة حيث كان والده بطلاً في رياضة رفع الأثقال، وشقيقه محمد بطل أولمبي في هذه الرياضة أيضاً. هاجر إلى الكويت في عام 1963 وعاش هناك حيث حصل على الجنسية الكويتية وخدم في الجيش الكويتي ليصل إلى رتبة عقيد. وخلال مسيرته بوصفه حارس كويتي لمرمى المنتخب والأندية التي لعب معها حقق إنجازات كبيرة. والمفارقة أن أحمد الطرابلسي بدأ مسيرته الرياضية في رفع الأثقال تيمّناً بوالده وشقيقه، قبل أن ينتقل إلى كرة القدم بتشجيع من خاله عمر شهاب لاعب كرة القدم في فريق النجمة اللبناني. وعُرف منذ شبابه بالتزامه الديني واهتمامه بتعلم القرآن الكريم وتجويده.
بداية مسيرة الطرابلسي مع كرة القدم
كانت البداية من بيروت حين كان أحمد في سن المراهقة، وهناك التحق بفريق الناشئين في نادي النجمة الشهير في لبنان، ووجد نفسه في مركز حارس المرمى. تدرّب بجدية مدة سنتين وأثبت جدارته ليبدأ باللعب مع الفريق الأول لنادي النجمة وهو في عمر 16 عاماً. وفي العام 1963 سافر إلى الكويت حيث تلقاه نادي القادسية الذي لعب معه موسماً واحداً فقط. ويقول إن سبب تركه للقادسية سريعاً وجود حارس قوي في الفريق هو يوسف زيدان، وإنه بانتقاله إلى نادٍ آخر سيكون له حظوظ أكبر ليكون الحارس الأساسي.
في الموسم التالي انتقل إلى نادي الكويت ليفوز معه ببطولة الدوري الكويتي في أول موسم معه عام 1965، وليستمر معه في مسيرة طويلة حتى العام 1983. في العام 1966 تم اختياره ليكون حارس مرمى منتخب الكويت، الذي بقي في صفوفه حتى العام 1982.
إنجازات أحمد الطرابلسي
برع الطرابلسي في مركز حراسة المرمى حتى حاز على لقب الحارس الأمين عن جدارة. ففي موسمه الأول مع نادي القادسية الكويتي ساهم في حلول فريقه في المركز الثاني في الدوري الكويتي في العام 1964 بفارق الأهداف عن البطل في ذلك الموسم نادي العربي الكويتي.
ومع نادي الكويت الرياضي الذي استمر معه ثمانية عشر عاماً، حقق الطرابلسي إنجازات كثيرة أبرزها بطولة الدوري الكويتي ست مرات في الأعوام 1965، 1968، 1972، 1974، 1976 و1979. وحل نادي الكويت وصيفاً بوجود الطرابلسي في حراسة مرماه ثلاث مرات في الأعوام 1970، 1975 و1976. كذلك حقق أحمد مع نادي الكويت لقب كأس الأمير أربع مرات في الأعوام 1976، 1977، 1978 و1980. وفاز معه بلقب كأس الاتحاد الكويتي مرة واحدة في العام 1978.
أحمد الطرابلسي مع منتخب الكويت
أما مع منتخب الكويت فقد فاز أحمد بكأس الخليج أربع مرات في الأعوام 1970، 1972، 1974 و1976. والجدير بالذكر أنه حصل على لقب افضل لاعب في حراسة المرمى في بطولة كأس الخليج في العام 1974 حيث لم يدخل مرماه أي هدف. وعلى الصعيد الآسيوي فقد حصل منتخب الكويت بوجود الطرابلسي في حراسة مرماه على لقب وصيف بطل آسيا في العام 1976 في إيران، وتوّج معه ببطولة آسيا في العام 1980. وفي ذلك الأعوام اعتُبرت التشيكلة أفضل منتخب كويتي بفضل النتائج التي حققها ذلك المنتخب، خاصة بعد تأهله لنهائيات كأس العالم 1982.
أحمد الطرابلسي بعد الاعتزال
اعتزل الطرابلسي كرة القدم في العام 1983. وبعد اعتزاله اللعب استمر في العمل الرياضي كمدرب حتى العام 1995. وبعيداً عن الرياضة والحياة العسكرية، فقد اهتم أحمد الطرابلسي منذ صغره بتلاوة القرآن الكريم وحفظه. وتفرغ لهذا الأمر بعد اعتزاله وحصل على المراتب الأولى في مسابقات القرآن الكريم كقارئ. ثم عمل على تسجيل تلاوته للقرآن فكان أول كويتي يقوم بتسجيل القرآن الكريم كاملاً بصوته في العام 1992.
يعتبر الطرابلسي من الشخصيات الرياضية التي تركت أثراً كبيراً في الكويت والعالم العربي حيث إنه عرف بأخلاقه العالية وروحه الوطنية وولائه لبلده الذي احتضنه ومنحه جنسيته، واشتهر بعمله الجادّ وتميّزه في كل ما قام به، ليس فقط في الرياضة بل في حياة الجندية خلال السنوات التي قضاها كضابط في الجيش الكويتي، وفي حفظ القرآن وتلاوته. وخلال مسيرته حاز على ألقاب كثيرة منها الحارس الأمين، شيخ الحراس، والحارس العملاق. وكانت جميع هذه الألقاب مستحقة عن جدارة.